تربية الكلاب ظاهرة خطيرة عوضت تربية الأولاد قي البيوت

abdellatif basmala
جهاتمجتمع
abdellatif basmala27 يونيو 2024آخر تحديث : منذ 4 أشهر
تربية الكلاب ظاهرة خطيرة عوضت تربية الأولاد قي البيوت

تربية الكلاب ظاهرة خطيرة عوضت تربية
الأولاد قي البيوت وزجت بالأبناء الى الشارع

تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة تربية الكلاب بمدن وقرى المغرب بشكل كبير، وباتت تُشكل خطرًا على سلامة الساكنة، ووصل الأمر الى مستوى التباهي بها في الأماكن العمومية كموضة جديدة بين العديد من الأشخاص، خاصة منهم الشباب والمراهقين، يجوبون الشوارع والازقة زارعين بذلك الخوف والرعب في الأطفال الصغار والنساء، والأكثر من هذا يفتخرون بذلك في ابواب المؤسسات التعليمية مرهبون نفوس التلميذات والتلاميذ غير مبالين بما يفعلونه من خروقات قانونية معرضين بذلك أمن وسلامة الناشئة للخطر، وهي حقيقة مرة، نقف عليها اليوم جميعا عاجزين، عكسب الهدف الاسمى المنوط بنا جاعلين من الشارع مأوى لتربية الأبناء والبيوت لتربية الكلاب حتى أصبحت ظاهرة مرضية خطيرة في المجتمع وبين الأهالي بلا حسيب ولا رقيب بأدق تعبير..
وها نحن نرى اليوم بأم أعيننا ما بدأ يخرج لنا الشارع من نماذج الأبناء لا علاقة لهم ولهن بقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا، بحيث أن الكثير من الأسر مع الأسف، أصبحت تهتم بتربية الحيوانات أكثر من اهتمامها بالتربية الصحيحة لأولادها، بمعنى أنك قد تجد شخصا ينفق ويسعى مهرولا في كل الإتجاهات، من أجل الحصول على ما قد يطلبه حيوان يقاسمه البيت، أكثر من سعيه إلى ما يريده فلدة كبده، خاصة من الجانب التربوي والتكويني الصحيح لشخصيته، وهذا، ما نراه اليوم ونعيشه بيننا لحظة بلحظة دون شعور ودون مبالات لما سينتج عنه من كوارث عاجلا او آجلا.
ولهذا فإن الحديث في هذا الموضوع لم ياتي من فراغ بل كان نتيجة لما نراه اليوم في شوارعنا وأزقتنا، ليس في النهار فحسب، بل حتى في الليل وبالاخص في فصل الصيف، بحيث يبقى الكثير من الأطفال، من مختلف الأعمار، ومن كلا الجنسين، يلهون في الشارع، إلى أوقات متأخرة.. وهي ظاهرة وجب الوقوف عليها. فكيف يرضى أحدنا، سواء الأم أم الأب او الأخ أو الأخت، بترك فردا من اسرتهم في الشارع، مع من هب ودب، وحتى في الكثير من الأحيان مع من هم أكبر منه سنا وفكرا وعقلا. فماذا سوف يجنيان من بعد هذا الإهمال. فحتما، في يوم ما، سوف تكون النتيجة مخيبة، بل ومؤلمة، ولهذا فإن الاهتمام بتربية الحيوان أكثر من الاهتمام بتربية الإنسان، أو بالأحرى الأطفال، هو نتيجة لما نراه اليوم، حتى أنه لا يمكن بكل حال من الأحوال مقارنة التربية بين حيوان وإنسان. ولهذا فإن العزوف على تربية الأولاد، وبالمقابل التعاطي لتربية الحيوان جريمة في حق المجتمع ووسيلة لضرب كل القيم عرض الحائط.
ولهذا ليس من العيب، أن يهتم الإنسان بتربية الحيوانات، وهو أمر طبيعي ولا حرج في ذلك، ولا ينافي المعتقدات ولا القيم. لكن، أن يكون على حساب الأطفال، فهو أمر غريب ومرعب وخطير، فقد تجد مع الأسف أبا، أو أما، يداعب أو يلعب مع كلبه في البيت. وفي المقابل، ولده لم يتجاوز بضع سنوات، يلهو في الشارع دون رقابة وحساب، وربما حينما يدخل البيت في وقت متأخر، قد لا ينتبه إليه احد ولا يحاسب على تأخره اليوم وغد حتى يصبح الامر معتاد.
فلقد تحول هذا الاهتمام، في مجتمعنا، للكثير من المعطيات الموجودة اليوم، بل في بعض الأحيان، أصبح العديد منا، يقدمون الكماليات على الضروريات، والمستحب على الواجب.. لذا، لا تعجب حينما تقف عندنا على مثل هذه الظواهر، حتى وإن أصر الكثير منا على القول بعكس ما يترجمه الناظر لهذه الأمور في هذه الحالات بعين المسؤولية الملقات على كاهلنا كآباء وأمهات فإن حقيقة الامر تبقى مبهمة حين لا نفق سدا منيعا في بداية كل دخيلة علينا ولا صلة لها بنا فالسكوت عن المظلمة مظلمة في حد ذاتها والرجوع للاصل فضيلة.
بقلم : نجيب عبد العزيز منتاك

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.