يشكل العزوف عن الانخراط في العمل الحزبي ظاهرة وفق مراقبين ، و يرون أن ثمة أسباباً عميقة ومركبة تحول بين المواطن وبين الانضمام للأحزاب السياسية، منها الأمني ، والسياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ، والنفسي . فماهي المبادرات و الأنشطة التي تقوم بها الاحزاب لإظهار أهمية تشجيع المواطنين على الانخراط بالعمل الحزبي، وتقبل جميع الآراء والتوجهات ما دامت المصلحة الوطنية هي الهدف الاسمى . واهمال هذه الأحزاب لدوها في التأطير والتكوين ، وعدم القبول بالديمقراطية داخل الأحزاب من لدن القادة التاريخيين او العائلات القائددة لهذه التنظيمات .
فالمسؤولين الحزبيين يمارس عملية تدمير للبيئة الحزبية، وإغلاق ممنهج للأفق السياسي ، وعدم الانفتاح على المواطن وهمومه وخصوصا الشباب ، ما يوصل المواطن إلى قناعة بعدم جدوى الانخراط في العمل الحزبي. حتى اصبحت الاحزان تجمعات عائلية أو مجموعة من الأشخاص تربطهم مصالح شخصية ، حتى اصبحت دكاكين سياسية ، كما ان تدخلات السلطة في الحياة الحزبية تنفّر من الانضمام للأحزاب السياسية .
فهناك جزء كبير من المواطنين لم يدلوا بأصواتهم في عدة دورات انتخابية؛ لأنهم يرون أن أصواتهم لا تجد طريقها إلى التمثيل ولم يعد لهم امل ولا الأشخاص المعول عليهم لايصال همومهم ومشاكلها والعمل على ايجاد حلول لها ، واصبح لهم صورة مهشمة للمؤسسات المنتخبة .و يعتقدون أن الأحزاب السياسية لم تفعل أي شيء يتعلق بحل مشاكلهم، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية. مما اصبح للمواطن وخصوصا الشباب مسلمات أن الصورة النمطية المأخوذة عن الأحزاب هي أنها عائلية مصلحية، وأهدافها منفعية آنية، ولم تعُدْ بالفائدة إلا على رؤسائها و مقربيهم فقط .
وقد لجأت بعض الاحزاب لأساليب ملتوية لتحفيز المواطنين من اجل الانخراط و الانضمام لها كالقفة الرمضانية مقابل الانخراط او الاستفادة من بعض العمليات الجراحية “الجلالة” والمساعدة في التطبيب ، واعذار الاطفال ، فيما لجأت اخرى للعمرة مقابل الإنخراط في الحزب .
الأحزاب المغربية ليست الا دكاكين سياسوية لبيع الأوهام ، و الركض وراء إمتيازات سمينة
المشهد السياسي اصبح يحتاج الى أناس أكفاء. ولنطرح السؤال العريض هل الأحزاب تقوم بالدور المخول إليها بالدستور في الفصل 7 ؟؟؟
ألا يمكن القول ان مسيري الاحزاب او الدكاكين داخل المنظومة المنفعية الذاتية و مصالحهم الشخصية و مصالح أقربائهم و بعدها المقربين لهم و في مرحلة ثالثة مصلحة المنضويين تحت لواء حزبهم .
المصدر : https://www.almachhadalialami.com/?p=13047
