هكذا يتكلم صغار غزة

abdellatif basmala
سياسة
abdellatif basmala15 أغسطس 2024آخر تحديث : منذ شهرين
هكذا يتكلم صغار غزة

هكذا يتكلم صغار غزة

بقلم : عبد الحق الفكاك

ربما نجحتم في ان تغلقوا اذانكم حتى لا يصلكم عويلنا ونحن ننحب .. ولعلكم تتصرفون وكأن لا شيء يزعجكم .

لكن على ما يبدو أنكم لم تفلحوا في أن تحجبوا انفسكم عنا ، إد لازال اكثركم يتتبع اخبارنا من خلف جدار الصمت.

فها هي ذي محنتنا تلاحقكم، كما تلاحق ملايين الناس من حولكم ، ونفس السؤال صار صالحاً لكل ما تبقى من هذا الزمان :

هل حقا شاخت قلوبكم ؟

ومهما كانت الاجابة .. فالقسوة قد استوطنت أفئدة الناس وقد تصير الرحمة في الأيام القادمة عملة نادرة .. طالما أصبح العدو يقاتل الحياة جهاراً نهارا.

فعن اية حضارة ستحدتوننا ونحن الصغار قد لا نصل إلى الموت الطبيعي سالمين ؟

كيف ستقنعوننا بأن الحب نعمة .. وان القادم سيكون أفضل … ونحن نشاهد يوميا آباءنا وأمهاتنا يدفنون احياء تحت الركام والارواح تغادر أجسادهم إلى غير رجعة ؟

كيف ستكلموننا عن السلام ، وهذه طبول الحرب تقرع على مسامعنا صباح مساء ، تدكرنا بأن نهارنا سيكون أشد سواداً من ليلنا ..

وان بقاءنا على قيد الحياة ليس إلا مسألة وقت فقط ؟؟

كيف ستجلبوا لنا ألعابا وزهورا.. وهذه الأشواك قد غطتنا من كل جانب ؟

لاشك أن آلة الحرب هته قد اغتصبت طفولتنا وجعلت منا أطفالا صغار نتحدث لغة الكبار ..

لقد صار امر الموت والحياه عندنا سيان ، ولاشيئ بالنسبة لنا سيقينا الألم أو يبعد عنا العذاب ..

لا المؤتمرات .. ولا مجلس الأمن .. و لا محكمة العدل الدولية .. و لا الأمم المتحدة .. لا امريكا ولا روسيا .. ولاهم يحزنون ؟؟

هي مجرد إشاعات و أسماء كاذبة .. لا معنى لها ولو في الأحلام ..

فلا أحدا يستطيع أن يمسح دموعنا.. او يوقف قطار الرعب عن ملاحقت أهالينا .. حتى ولو انفلق البحر نصفين أو انتظرنا لٍقرنيْن ؟

نحن اليوم نقف لوحدنا على حافة التاريخ حفاة عراة .. وسنكبر .. وسنعيش بينكم ونحن – للاسف – أموات ؟؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.